Wednesday, June 27, 2007

محاولة لفهم ما جرى فى غزة للكاتب الكبير فهمى هويدى




ملحوظة : هذا المقال تم منع نشرة فى الأهرام بتاريخ 20يونيو2007 وفى المصرى اليوم أيضا

هل الذي حدث في غزة انقلاب، أم أنه إجهاض لانقلاب؟ هذا السؤال ألح علي بشدة حين تجمعت لدي مجموعة من الشهادات والوثائق المهمة ذات الصلة بالموضوع. وها أنا أضع خلاصاتها، وبعض نصوصها، بين يديك، كي تشاركني التفكير في الإجابة عن السؤال.
(١)
يوم الخميس الماضي ١٤/٦ نشرت صحيفة «نوي فيليت» الألمانية تقريراً لمعلقها السياسي فولف راينهارت، قال فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش خططت منذ فترة طويلة لتفجير الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وتحريض تيار موال لها داخل فتح علي القيام بتصفيات جسدية للقادة العسكريين في حركة حماس.
وقد تحدث في هذا الموضوع صراحة الجنرال «كيث دايتون» مسؤول الاتصال العسكري الأمريكي المقيم في تل أبيب، في جلسة استماع عقدتها في أواخر مايو الماضي لجنة الشرق الأوسط بالكونجرس الأمريكي. وفي شهادته ذكر الجنرال دايتون أن للولايات المتحدة تأثيراً قوياً علي جميع تيارات حركة فتح، وأن الأوضاع ستنفجر قريباً في قطاع غزة، وستكون عنيفة، وبلا رحمة. وقال إن وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات المركزية ألقيتا بكل ما تملكان من ثقل، في جانب حلفاء الولايات المتحدة وإسرئيل داخل حركة فتح.
كما أن تعبئة الأجهزة الأمنية والعسكرية، التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية ضد حماس، يمثل خياراً استراتيجياً للإدارة الأمريكية الحالية. وهو ما يفسر أن الكونجرس لم يتردد في اعتماد مبلغ ٥٩ مليون يورو، لتدريب الحرس الرئاسي في بعض دول الجوار، وإعداده لخوض مواجهة عسكرية ضد حركة حماس.
أضاف المعلق السياسي للصحيفة الألمانية أن التيار الأمريكي ـ الإسرائيلي، داخل فتح، لم ينجح، رغم كل الدعم السخي الذي قدم إليه، في كسر شوكة حماس. وهو ما دفع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي استدعاء خبرتها السابقة في جمهورية السلفادور، وتوجيهها للعناصر الفتحاوية المرتبطة بها، لتشكيل فرق الموت لاغتيال قادة وكوادر حماس.
وتحدث راينهارت في هذه النقطة عن خيوط كثيرة تربط بين فرق الموت والحرس الرئاسي الفلسطيني والمستشار الأمني النائب محمد دحلان، ونسب إلي خبيرة التخطيط السياسي بالجامعات الإسرائيلية «د.هيجا ياو مجارتن» قولها إن دحلان مكلف من وكالة المخابرات المركزية وأجهزة أمريكية أخري، بتنفيذ مهمة محددة، هي تصفية أي مجموعات مقاومة لإسرائيل داخل وخارج حركة حماس.
(٢)
في ١٠ يناير الماضي، وجه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رسالة إلي رئيس السلطة أبومازن، نصها كما يلي:
نهديكم أطيب التحيات، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد. لقد توافرت لنا بعض المعلومات، في الآونة الأخيرة، تشير إلي خطة أمنية تهدف إلي الانقلاب علي الحكومة والخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني. ويمكن إيجاز هذه المعلومات في النقاط التالية:
- إدخال كميات ضخمة جداً من السلاح لصالح حرس الرئاسة، من بعض الجهات الخارجية، بمعرفة ومباركة من أمريكا وإسرائيل.
- تشكيل قوات خاصة من الأمن الوطني، تقدر بالآلاف، لمواجهة الحكومة الفلسطينية والقوة التنفيذية واعتماد «مقر أنصار في غزة» مقراً مركزياً لها.
- تجهيز هذه القوات بالسيارات والدروع والسلاح والذخيرة وصرف الرواتب كاملة للموالين.
- تعقد اجتماعات أمنية حساسة لعدد من ضباط الأمن الفلسطيني في مقر السفارة الأمريكية، حيث تناقش فيها خطط العمل.
- البدء في إجراءات إقالة لعدد من الضباط واستبدال شخصيات أخري بهم، مع العلم أن لجنة الضباط هي المختصة بهذه الشؤون، كذلك تعيين النائب محمد دحلان من طرفكم شفوياً كقائد عام للأجهزة الأمنية، وفي ذلك مخالفة قانونية.
- تهديد الوزراء ورؤساء البلديات بالقتل، حيث تم الاعتداء علي الوزير وصفي قبها وزير الأسري، وإعلامه عبر مرافقه أن الاعتداء القادم سيقتله. وكذلك تم تكليف أحد ملياردي فتح من غزة بتصفية الوزير عبد الرحمن زيدان ـ وزير الأشغال والإسكان ـ مقابل ٣٠ ألف دولار.
الأخ الرئيس: بناء علي ما سبق، وغيره الكثير من المعلومات التي نمتلكها، فإننا نعبر عن بالغ أسفنا إزاء ما ورد، حيث إن ذلك يهدد النظام السياسي الفلسطيني، والنسيج الوطني والاجتماعي، ويعرض القضية برمتها للخطر.
في الوقت الذي أرسل فيه السيد إسماعيل هنية هذا الخطاب إلي أبومازن، كانت أمامه معلومات محددة حول بعض تفصيلات الإعداد للخطة الأمنية، التي منها علي سبيل المثال: تعيين محمد دحلان قائداً عاماً للأجهزة الأمنية ـ اختيار ١٥ ألف عنصر من الموالين، لتشكيل قوة خاصة في الأمن الوطني لمواجهة حماس ـ دخول١٥٠ سيارة جيب مزودة بأجهزة الاتصال اللاسلكي ـ توفير ٢٠٠٠ مدفع كلاشينكوف إضافة إلي ثلاثة ملايين رصاصة ـ توفير الملابس الخاصة والدروع للقوة الجديدة ـ إعادة بناء جميع الأجهزة الأمنية وإقالة ١٥ من قادتها واستبدال آخرين موالين بهم ـ إقالة ١٨٥ من ضباط الأمن الوطني لتنقية صفوف الجهاز من غير الموثوق في موالاتهم.
(٣)
يوم ٦/٦ نشرت صحيفة «هاآرتس» أن جهات في حركة فتح توجهت أخيراً إلي المؤسسة الأمنية في إسرائيل، طالبة السماح للحركة بإدخال كميات كبيرة من العتاد العسكري والذخيرة من إحدي دول الجوار إلي غزة، لمساعدة الحركة في معركتها ضد حركة حماس. وأضافت الصحيفة أن قائمة الأسلحة والوسائل القتالية تشمل عشرات الآليات المصفحة والمئات من القذائف المضادة للدبابات من نوع «آر.بي.جي»،
وآلاف القنابل اليدوية وملايين الرصاصات. كما ذكرت أن مسؤولي فتح تقدموا بطلباتهم في لقاءات مباشرة مع مسؤوليين إسرائيليين، كما أن المنسق الأمني الأمريكي الخاص في المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال كيث دايتون نقل طلباً مماثلاً إلي إسرائيل.
أضافت الصحيفة أن إسرائيل سمحت لـ«فتح» في السابق بتلقي كميات من الأسلحة شملت ٢٥٠٠ بندقية وملايين الرصاصات.. وقد تقرر إدخال الآليات المصفحة التي لا تعتبر سلاحاً يشكل خطراً علي الدولة العبرية. لكنها استبعدت الموافقة علي طلب تلقي قذائف صاروخية، لخشيتها من أن تقع في يد حماس.
نقلت الصحيفة عن الرئيس أبومازن قوله، في أحاديث مغلقة، إن أمله خاب من رفض إسرائيل السماح بإدخال الأسلحة المطلوبة لفتح، وأضافت أن ثمة خلافاً في الرأي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بخصوص الموضوع، خصوصاً أن غالبية خبراء جهاز الأمن العام (شاباك) ومكتب تنسيق شؤون الاحتلال يعتقدون أن فتح ضعيفة للغاية في القطاع، وقد تنهار في المواجهة مع حماس.
في ١٣/٦ ذكرت صحيفة «معاريف» نقلاً عن مصادر في الأجهزة الأمنية، أن سقوط مواقع الأمن التابعة للسلطة في أيدي حماس، يدلل علي خطأ الرأي القائل بوجوب تقديم الدعم العسكري لحركة فتح، لأن ذلك السلاح سيعد غنيمة تقع في أيدي حماس.
(٤)
يوم الجمعة ١٥/٦، وهو اليوم التالي مباشرة لاستيلاء حماس علي مواقع الأجهزة الأمنية في غزة، ذكرت النسخة العبرية لموقع «هاآرتس»، علي موقعها علي شبكة الإنترنت، أن كلا من الإدارة الأمريكية والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفق علي خطة عمل محددة لإسقاط حكم حماس، عن طريق إيجاد الظروف التي تدفع الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة لثورة ضد الحركة. وأشارت الصحيفة إلي أن خطة العمل، التي تم التوصل إليها بين «الجانبين» تضمنت الخطوات الآتية:
١ـ حل حكومة الوحدة، وإعلان حالة الطوارئ، لنزع الشرعية عن كل مؤسسات الحكم التي تسيطر عليها حماس حالياً في قطاع غزة.
٢ـ فصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاع كمشكلة منفردة، بحيث تقوم الإدارة الأمريكية وعباس بالتشاور مع إسرائيل والقوي الإقليمية والاتحاد الأوروبي لعلاج هذه المشكلة، ولا تستبعد الخطة أن يتم إرسال قوات دولية إلي القطاع.
٣ـ تقوم إسرائيل بالإفراج عن عوائد الضرائب، وتحويلها إلي عباس، الذي يتولي استثمارها في زيادة «رفاهية» الفلسطينيين في الضفة، إلي جانب محاولة الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتحسين ظروف الأهالي في الضفة، لكي يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأن أوضاعهم لم تزدد إلا سوءًا في ظل سيطرة حركة حماس.
٤ـ اتفاق عباس والإدارة الأمريكية علي وجوب شن حملات اعتقال ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، من أجل ضمان عدم نقل ما جري في القطاع إلي الضفة.
٥ـ إحياء المسار التفاوضي بين إسرائيل والحكومة، التي سيعينها عباس في أعقاب قراره حل حكومة الوحدة الوطنية.
أشارت الصحيفة إلي أن أبومازن حرص علي إطلاع مصر والأردن علي القرارات التي توصل إليها قبل إعلانها، مشيرة إلي أن أبومازن طالب الدولتين بتأييد قراراته وقطع أي اتصال مع حكومة حماس في القطاع.
في الوقت ذاته، خرج كبار المسؤولين في إسرائيل عن طورهم، وهم يشيدون بقرار أبومازن حل الحكومة وإعلانه الطوارئ. فقال وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس ـ قبل تعيين باراك مكانه ـ إن ذلك القرار ساهم في تقليص الآثار السلبية جداً لسيطرة حماس علي القطاع، واعتبر أن الخطوة تمثل مصلحة استراتيجية عليا لإسرائيل.
من ناحية أخري، ذكرت صحيفة «معاريف» في عدد الجمعة ١٥/٦، أنه في ظل قرار أبومازن حل حكومة الوحدة الوطنية، فإن إسرائيل تدرس بإيجابية إمكانية الإفراج عن مستحقات الضرائب التي تحتجزها، لكي تحولها إلي الحكومة الجديدة. وأشارت الصحيقة إلي أن إسرائيل قد تعلن عن قطاع غزة ككيان عدو، ومن غير المستبعد أن يتم قطع الكهرباء والماء عن القطاع، خصوصاً إذا استمر إطلاق الصواريخ منه.
علي صعيد آخر، قال الجنرال عاموس جلعاد، مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي، والمسؤول عن بلورة السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة، إن إسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضي لمساعدة الدول العربية، وتحديدًا مصر، في مواصلة خنق حركة حماس، سيما بعد إنجازها السيطرة علي كامل قطاع غزة، معتبراً أنه في حال لم يتم نزع الشرعية عن وجود حركة حماس في الحكم،
فإن هذا ستكون له تداعيات سلبية جداً علي إسرائيل. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية ظهر الجمعة ١٥/٦ ، قال جلعاد إن الدول العربية «المعتدلة» مطالبة بنزع أي شرعية عربية أو دولية عن حكومة الوحدة الوطنية وعدم إجراء أي اتصالات معها، وأن الحصار العربي لحكومة الوحدة الوطنية هو مطلب أساسي وحيوي لنجاح الحصار علي الحكومة الفلسطينية.
أضاف الرجل أن أبومازن أصبح مهماً للغاية لإسرائيل الآن، إذ هو وحده الذي يستطيع تقليص الآثار السلبية لسيطرة حماس علي غزة. كذلك قال بنيامين إليعازر وزير البني التحتية، في تصريحات للإذاعة إن علي إسرائيل أن تتحوط للوضع الدراماتيكي الجديد بكل حذر.
وشدد علي وجوب بذل كل جهد ممكن لإقناع الدول العربية بالوقوف إلي جانبها في حربها ضد حماس. في ذات الوقت أشار عوديد جرانوت، معلق الشؤون العربية في القناة الأولي للتليفزيون الإسرائيلي، ظهر الجمعة إلي أن قرار أبومازن حل حكومة الوحدة الوطنية يمثل مصلحة لإسرائيل من حيث أنه يعني إسدال الستار علي اتفاق مكة..
أظنك لا تستطيع الآن أن تقول إنك لم تعثر علي إجابة السؤال الذي طرحته في البداية

Monday, June 25, 2007

أشرف مقلد يحدثكم عن جرائم التعذيب فى مصر


انتهيت منذ قليل من قراءة كتاب " اليوم الأسود"



ذلك الكتاب الذي كان جوابا شافيا على سؤال كان يحيرني
لماذا أنتشر الإرهاب في التسعينيات
؟؟؟
ويأتي الجواب
نتيجة لما كان يقوم به ضباط الشرطة من تعذيب وانتهاكات
للمواطنين في مخالفة لكل القوانين والأعراف والأديان.
لقد تملكنا الغضب لما شاهدناه وسمعناه عن أحداث أبو غريب
وتملكنا اليأس عندما علمنا أن الإسرائيليين يقومون بنفس الأشياء مع الإخوة الفلسطينين ولا أحد يحاسبهم
ولكن عندما تتحول سجون مصر ومعتقلاتها وأقسام الشرطة
بل يزداد الأمر وتتحول الشوارع فى القرى والمدن لوكر للتعذيب
فهذا يدعو للجنون
هذا ما كان يحدث في التسعينيات ومازال يحدث حتى الآن
فكم من فتاه تم أجبارها على خلع ملابسها والوقوف عارية وتهديدها بالاغتصاب
أو وضعها فى حجز الرجال حتى تعترف بالتهمة أو لان قدرها جعلها أخت أو قريبة لأحد المتهمين فيتم أحتجازها هى واهلها وتعذيبهم حتى يسلم المتهم نفسه

ولم يكن عماد الكبير هو الضحية الاولى للعصا
فكم من متهم اوبرئ كان مصيره مصير عماد الكبير
بل أبشع
فهناك من تم أغتصابهن تحت إشراف رجال الشرطة




6- عقوبة الاختلاف مع ضابط المباحث انتهاك الرجولة:
هذه القصة البشعة نسوقها بتفصيلها كما أوردتها صحيفة الشعب حتى يدرك القارئ أي نظام هذا الذي يحكم مصر: "مأساة شاب اختلف مع ضابط فأمر المحتجزين بانتهاك رجولته"
"دخل مبنى جريدة الشعب شاب في مقتبل العمر أحمد محمود محمد تبدو ملامح الحزن والانكسار وطلب أن يتحدث مع أحد محرري الجريدة وتساءل هل تستطيعون أن تنشروا مأساتي دون خوف من زبانية الداخلية؟، فأكدنا له أن محرري جريدة الشعب لا يخشون في الله لومة لائم ولا يخافون؟، فبدأ يروي مأساته ومعاناته داخل قسم شرطة باب الشعرية: ومأساتي بدأت منذ ثلاثة شهور عندما حدث خلاف بسيط بيني وبين ضابط بمباحث قسم باب الشعرية يدعى زكي بيه .. وتم إنهاء الخلاف وتصالحنا ونسيت الموضوع تماما ولكن القدر كان يحمل لي مالا أتوقعه ففي مساء 22/10 كان القدر قد حدد موعده لألتقي بزكي بيه من جديد ولأرى على يديه ما لم يره إنسان في مصر، حيث تم إلقاء القبض علي بدون أي تهمة وتم اقتيادي إلى قسم باب الشعرية .. وكانت أولى أدوات التعذيب تسمى بـ "لولو"، وهو ثعبان أخرجه من كيس قماش ووضع رأسه في فمي ثم وضعه داخل ملابسي .. ثم وضعوني على الفلكة والكرباج، وتم مدي على قدمي وأشبعوني ضربا ولكن كل هذا يهون لما حدث لي بعد ذلك.
تلامذة صلاح نصر !!، حيث قام كل من زكي وحسام معاونه بنزع ملابسي تماما ووقف كل منهما في طرف الحجرة وأجبروني على تقبيل حوائطها أكثر من عشرين مرة بسرعة فائقة وتواعدوني بالويل إذا تأخرت عن تقبيل أي منهم فكنت أجري من هنا إلى هناك حتى أتلاشى الضرب، وتعرضت لصنوف التعذيب التي أكدت لي أن زكي بيه وحسام باشا هما تلميذان لصلاح نصر، وأن أيامه عادت من جديد، أين نعيش؟، واستمر أحمد يحكي قصته إلى أن جاء إلى هذه اللحظة المزعجة لتنطلق دموعه وتنحبس أنفاسه وتغير وجهه تماما وهو يتذكر أسود ما يمكن أن يحدث فيقول : أن كلاً من زكي وحسام قاما بفك بنطلونيهما وأجبروني على الفاحشة وتقبيل قضيبيهما ولم يكتفيا بذلك !!، بل قام زكي بيه بإحضار ثلاثة من حجز القسم وبدأ الرجال الثلاثة في التناوب على انتهاكي والويل لأي منهم إذا تأخر عن أداء مهمته القذرة ويبكي أحمد بحرارة ويسائل: أين نعيش؟، بكل صدق لا أعرف!، وبعد ذلك قام زكي بيه بالطبل على كرسي وأمرني بالرقص والغناء بالكلمات الآتية: "أنا حميدة والنهارده خلاص استكفيت ..مش عايزة تاني".
الفلكة داخل الحجز ... وبعد ذلك رماني مثل الكلب داخل حجز القسم وأقسم أن أبقى واقفاً على قدمي ورافعاً يدي إلى أعلى وكل عشر دقائق كان زكي يدخل إلى الحجز ليتأكد من تنفيذي للأمر وإذا وجدني قد أنزلت يدي يقوم بضرب جميع من بداخل الحجز ... ونظراً لما تعرض له أحمد فقد تقدم رفعت خميس المحامي بمذكرة للمستشار المحامي العام يطالبه باتخاذ اللازم قانونياً ووقف ما يتعرض له أحمد من تعذيب . وأصدر المحامي العام قراراً في 24/10/1991 لنيابة باب الشعرية لاتخاذ اللازم قانونياً .. وحيال طلب النيابة يخرج أحمد من السلخانة ويذهب إلى نيابة باب الشعرية لتأخذ أقواله وبعد ذلك تم تحويله إلى مستشفى سيد جمال وسط حراسة مشددة، وفي المستشفى رفض أحد أمناء الشرطة المكلفين بحراسته طلبه بإجراء أشعة على رأسه لتوضيح مدى ما تعرض له من إصابات وبعد ذلك توجه إلى مستشفى جامعة عين شمس التي قامت باحتجازه لمدة يومين وتوجيه إشارة إلى قسم باب الشعرية توضح فيها تعرض أحمد للاعتداء الوحشي إلا أن القسم رفض استلامها، ويوضح تقرير المستشفى إصابة أحمد باشتباه ما بعد الارتجاج واحتياجه للراحة لمدة أسبوعين .
مصر يا بلد المظالم ورغم كل ذلك يكشف لنا أحمد عن مفاجأة أفظع مما حدث فقد صدر قرار النيابة بإدراج القضية إدارياً !!، وليس جنحة بعد كل ما تعرض له من تعذيب وامتهان للكرامة لآدميته، وقد أثار هذا القرار حفيظة أبناء المنطقة الذين تكاتفوا مع أحمد كما أعرب عدد كبير من المحامين عن رغبتهم في الدفاع عنه، وصل عددهم إلى عشرة محامين ويتزايد عددهم يوما بعد آخر .. إلا أن هذا الجمع الكبير من المحامين فشل في الحصول على صورة من المحضر الخاص بتحقيقات النيابة !! بل وعندما حاول أحمد مقابلة وزير الداخلية في مبنى الوزارة قالوا اكتب له شكوى فالوزير ليس لديه وقت لمشكلتك. (24/12/1991 )"
- جريدة الشعب: عدد 619 السنة 13 ـ الثلاثاء 18 جمادى الآخر 1412هـ ـ 24/12/91 ص4.


تخيل بعد كل هذا ماذا كان لابد أن يحدث
تعلمنا من السيد الرئيس وهو يتحدث عن
القضية الفلسطينية ناصحا الإسرائيليين
"أن لكل فعل رد فعل "
وهذا ما أتبعه المواطنين فى هذا الوقت
فانتشر الارهاب وأغتيالات ضباط الشرطة
مثل
محاولة اغتيال اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق ومحاولة اغتيال أحد
رئيس تحرير إحدى المجلات،
وأغتيال المقدم عصام شمس وكيل مباحث شرق القاهرة بمطواة في صدر هو الذى أشترك فى عمليات تعذيب ضد مواطني عين شمس
وفى حديث لى مع أحد ضباط الأمن العام ويدعى النقيب شريف
قال لى ان مايحدث أحداث فردية "طبعا دى حجتهم دايما
وأن الضباط اللى بيعملوا كدا مرضى نفسيين " طيب بتشغلوهم ليه مادموا مرضى ودوهم يتعالجوا أحسن "


وأنتظرنا أن تتحرك وزارة الداخلية وتضع حدا لكل هذا
إحتراما لكرامة المصريين
ويأتى القرار التاريخى
ممنوع دول موبايلات لأقسام الشرطة فيها كمرات ""
وقال دا هو اللى هيمنع التعذيب
وهناك من يقول أن فى ناس تستحق الضرب والعقاب
معاك ان فى ناس تستحق كدا
بس الاولى بقى اللى يضربهم المجنى عليهم ولا ايه ؟؟؟
يعنى انا لو أتشرق منى حاجة فانا الاولى انى أضرب اللى سرق صح ؟؟
وبكدا بقى مايبقاش فى قانون ولا امان
مسئولية ضابط الشرطة تتلخص
فى القبض على المتهم وتسليمه للعدالة
وعمرنا ما شوفنا فى بلد محترم أن وظيفة ضابط الشرطة هى التعذيب " ياريتها جت على العقاب بس لا دى انتهاكات وضرب واهانه
يحكى لى صديقى المتخرج من كلية الشرطة منذ اكثر من عام "
انه فى أحدى المحاضرات التى كان يلقيها عليهم رئيس المباحث
أن المحاضرة كانت تحمل عنوان
" كيف تهين سيدة تدخل عليك فى القسم "
وعندما رفض بعضهم هذا كان مصيرهم العقاب والسب من رئيس المباحث؟
بدل ما يعلموهم حاجة تنفعهم بيعلمومهم ازاى يعملوا المواطنين بقلة أدب

أخيرا
أعلق على شئ فى غاية الاهمية



عندما إنتشرت ما كان فى أبو غريب من احداث
خرج علينا البابا بتاع الفاتيكان
وقال
أن من أرتكب هذه الجرائم فالمسيحية بريئة منه
ولم نسمع حتى أن الان من شيخ الازهر أن صرح
بأن الضباط الذى يرتكبون هذه الجرائم مش مسلمين
ولا سمعنا من المفتى اللى مشغول دلوقتى بحاجات اهم
الا وهى فتوته العبقرية بأن الصحابة كانوا بيتباركوا ببول الرسول
وهو الان مشغول فى مراجعه كتبه لتجهيز رد على مخالفيه
فى معركته الحامية

ناسيا أن هناك من أبناء المسلمين لن تضرهم أو تزيدهم مثل هذه الفتوه
وأن هناك المئات تنتهك كراكتهم وإنسنياتهم فى مخالفة صريحى لما أمر به الاسلام
لقد فضل هؤلاء ومثلهم
المال والمنصب على قول كلمه الحق
فصمتوا صمت الخائف الذليل
بل تجاوز الامر ليصدر بعض العلماء فتوه بإجازة تعذيب الناس علشان تتعترف
ياسلام ؟؟؟!!!
أخيرا كل ما أود أن أقوله
الله يرحمك يا شيخ يا مراغى
وطبعا كلنا عارفين ازاى كان بيدى الملك فاروق على دماغه
والله يرحمنا أحنا كمان



أشرف مقلد